أمريكا حين تكشف عن وجهها اليميني المُتطرِف ورغبتها في استمرار حرب اليمن
يمنات
صلاح السقلدي
فيما كانَ العالَــمُ كُــلِّه مصعوقاً من وقَــعِ العمل الإرهابي الذي حدثَ في مسجدين بـــ”نيوزلندا” يوم الجمعة 15 مارس/آذار الجاري الذي أرتكبه عددا من متطرفي اليمين و ذهَــبَ ضحيته العشرات من المصليين المسلمين الأبرياء، كان وزير الخارجية الأمريكية “بموبيو” الذي يزور الشرق الأوسط يشير بسبّــاتهِ الى إيران بأنها العدو الرئيس للعرب والمسلمين والمسيحيين واليهود و ليس سواها من متطرفين الشرق كداعش و القاعدة و متطرفي الغرب كاليمينيين الذين قال عنهم أحد القادة الأوروبيون قبل أيام بأن خطرهم أضحى أشد فتكاً من خطر داعش و القاعدة و جيش النصرة الإرهابي والمتطرفون اليهود.
كما أن بمومبيو كان يجهر و بكل صفاقة و عجرفة عن رفضه و رفض رئيسه ترامب اجراءات مجلسَيّ النواب و الشيوخ الهادفة لوقف المشاركة الأمريكية بحرب اليمن، و يؤكد على استمرار الجيش الأمريكي بالمشاركة بالحرب دعما للسعودية، كون هذه الحرب – بحسب كلامه – تندرج ضمن الجهود السعودية الامريكية لمواجهة إيران، و إحكام الحصار عليها.
هذه التصريحات فوق أنها تأتي لحرْف مؤشر بوصلة السخط العالمي عن جريمة نيوزيلاندا الدموية التي اقدمَ عليها بعض متطرفي اليمين المتأثرين بفلسفة ترامب العنصرية الذي يستعيد هوية الجنس الأبيض من بين أنياب الاحتلال الإسلامي – بحسب أحد المشاركين بهذه الجريمة – فإنها “تصريحات بموبيو” تسفر بجلاء عن الهدف الأمريكي الحقيقي من المشاركة بهذه الحرب، وتفصح بوضوح لا لبس فيه عن الهدف السعودي من هذه الحرب بأنها حربا أمريكية تقوم بها الرياض بالوكالة عن أمريكا خدمةً لأمن لإسرائيل في إطار تسويق صفقة القرن و اتساع قُــطر دائرة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، و بأنّها حربا لحفظ أمن اسرائيل، و شكل من أشكال الصراع الإقليمي الدولي و لا علاقة لها بأكذوبة إعادة السلطة الشرعية باليمن إلى صنعاء كما تقول بعض التصريحات السعودية، مع أن هذه الأخيرة هي الأخرى لا تتحرج بكثير من الأوقات من الإفصاح عن أن هذه الحرب هي حرب ضد حلفاء إيران باليمن. كما أن هكذا تصريحات أمريكية كهذه التي سمعناها من بمبويو تنسف تأكيدات المسئولين الامريكيين التي يقولون أنهم يرغبون بوقف هذه الحرب و أنهم يدعمون جهود التسوية السياسية و اتفاقية استكهولم التي تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية, و بأن الإدارة الأمريكية تتطلع لوضع حدا للمأساة الإنسانية التي تعصف بهذا البلد المنكوب، المنكوب بارتزاق نخبه السياسية و بنوايا جيرانه التوسعية، و تعرّي هذه التصريحات أصحابها و حلفاء واشنطن من الخليجيين و اليمنيين على السواء.
بعد أيام فقط ستطوي الحرب باليمن عامها الرابع لتدخل عامها الخامس 26مارس 2015م – 26مارس 2019م متجاوزة بذلك فترة الحرب العالمية الأولى 1914م – 1918م, دون أن تلُــوح بالأفق بوادر واضحة تشير الى نهاية قريبة لها برغم الدمار الهائل و أرقام القتلى و الجرحى و المفقودين المروّعة، و حالة الوضع الانساني المخيف من مجاعة و أمراض و أوبئة و سطوة الجماعات المتطرفة التي وجدتْ بهذه الحرب ضالتها المنشودة لتتزود بها بالمال و السلاح و الغطاء السياسي و الفكري بعد أن اتخذَ التحالف من هذه الجماعات رأس حربة في حربه هذه لمجابهة الطرف الآخر “الحركة الحوثية و قوات و حزب الرئيس اليمني السابق صالح”.
و على ما تقدم من تصريحات أمريكية صادمة لا نعتقد أن الجهود الأممية التي يبذلها المبعوث الأممي الى اليمن “مارتن جريفيت” و معاونوه ستفلح بوضع نهاية قريبة لهذه الحرب طالما بقية الرغبة الأمريكية عند موقفها الرافض لوقفها، و طالما ظلت المصلحة الأمريكية باقية من استمرار هذه الحرب التي تستثمرها واشنطن اقبح استثمار على حساب الدم اليمني بل و الدم العربي عموما، و على حساب المال و الأمن العربي الخليجي.
هذه الحرب التي يستميت الأمريكان إبقاءها مستعرة تمثل لواشنطن سوق سلاح مزدهرة تعود لها بمليارات الدولارات، علاوة على ما تمثله هذه الحرب من مستنقع آسن للسعودية يسهل فيه لواشنطن ابتزاز الرياض سياسيا و ماليا، فضلا عن إقحام العرب – كل العرب حلفاء لواشنطن أو خصوما لها – بمتاهة الصراع العربي – العربي، و تسعير حالة العداء العربي الإيراني إنفاذاً للرغبة الإسرائيلية و المصلحة الأمريكية.
المصدر: رأي اليوم
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.